استئصـــال شلل الأطفال

شلل الأطفال مرض فيروسي شديد العدوى يهاجم الجهاز العصبي. وأشد الأشخاص تعرضاً للإصابة بهذا المرض هم الأطفال دون سن الخامسة، ولكن التحصين المبكر كفيل بالوقاية من الإصابة به. وما يقرب من طفل بين كل 200-400 طفل من المصابين عرضة للشلل بل والموت.
وفي عام 1998، بدأت المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، وهي تتألف من شراكة بين اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة الروتاري الدولية، ومراكز الولايات المتحدة لمراقبة الأمراض والوقاية منها، في قيادة عملية لدعم الحكومات القطرية في تحصين جميع الأطفال ضد شلل الأطفال حتى يتوقف انتقال المرض ويخلو العالم تماماً منه.
ومنذ الانطلاقة التاريخية للمبادرة العالمية، أصبح زهاء خمسة ملايين طفل من الذين كانوا معرضين بدونها للشلل والعجز يسيرون ويتمتعون بالقدرة وخالين من أعراض المرض. وانخفض عدد حالات شلل الأطفال المبلغ عنها سنوياً بما يزيد على 99 في المائة - من 000 350 في عام 1988 إلى 625 1 حالة في عام 2008. وتحقق هذا النجاح السريع عن طريق حملة عالمية لتحصين الأطفال من خلال حملات واسعة النطاق يطلق عليها أيام التحصين الوطنية.
ولكن العمل لم يكتمل. فما زال شلل الأطفال نشيطاً في أربعة بلدان توطن فيها وعدة بلدان عادت إليها العدوى. وفي عام 2008، كانت البلدان الباقية التي توطن فيها المرض، وهي نيجيريا وأفغانستان وباكستان والهند، تمثل ما يقرب من 91 في المائة من جميع حالات الإصابة بشلل الأطفال الجديدة (عدد الحالات بها وفقاً للمبادرة العالمية في عام 2008 يبلغ 488 1 حالة من مجموع 625 1 حالة). وقد تم تقليص الأماكن التي يأتي منها شلل الأطفال في البلدان التي يتوطن بها وحصرها في مناطق جغرافية معينة وفي فئات سكانية محدودة. ومن خلال استعراض البيانات الوبائية وتقارير التغطية، يتعرف الخبراء على أسباب استمرار انتقال فيروس شلل الأطفال بشكل عشوائي في هذه البلدان ووضع الاستراتيجيات الملائمة لتحسين التغطية بالتحصين منه.
وتعمل اليونيسف، جنباً إلى جنب مع الشركاء على نطاق العالم والحكومات على الصعيد المحلي من أجل التغلب على العوائق المتبقية في طريق القضاء على المرض. ويتسم كل بلد بمجموعة فريدة من التحديات التي تقتضي حلولاً محلية. ومن بين هذه التحديات حدة تفشي الفيروس في شمال الهند، والمشاكل الأمنية في أفغانستان وشمال باكستان، وعدم القيام بعمليات جيدة النوعية في شمال نيجيريا.
تبلغ التحديات العملية أقصاها في المناطق ذات الجماعات السكانية الكثيرة الترحال التي يصعب الوصول إليها، والضعيفة أمنياً.
وتسهم اليونيسف في المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال بالتركيز على تقديم اللقاحات من خلال شعبة الإمداد التابعة لنا في كوبنهاغن، ومد يد العون للبرامج القطرية في إعداد استراتيجيات الاتصال البالغة الأهمية لتقبل اللقاح على الصعيد المحلي، وكذلك ببناء القدرة على الرد السريع على حالات الانتشار في البلدان التي تعاود الإصابة بالمرض.